نتقل فريق من النيابة العامة بالمعادى، ضم سامح عاصم مدير النيابة ومحمد ربيع وكيلى أول النيابة إلى جزيرة المعادى، وقاما بإجراء معاينة لمكان حادث غرق 4 عمال بناء أثناء قيامهم بصب الخرسانة الأسمنتية فى مرسى الجسر المائى للجزيرة، وتبين من المعاينة المبدئية أن الأربعة لقوا مصرعهم غرقا فجر اليوم الأربعاء، إثر انهيار الجسر الذى كانوا يقومون بأعمال تشييد فيه، من ناحية كورنيش النيل، مما أدى إلى سقوطهم فى مياه وغرقهم بنهر النيل، حيث تبين أنه كوبرى للمشاة بعرض 6 أمتار، يربط بين كورنيش النيل بالمعادى، المواجهة لمستشفى القوات المسلحة من ناحية، ويمتد إلى جزيرة المعادى من الناحية الأخرى.
كما تبين وجود كابلات كهربائية أسفل نهاية الكوبرى تمتد إلى البر الثانى من الجزيرة، ويرجح أن يكون الكوبرى قد انهار بسبب ضعف بنائه، لكونه كوبرى للمشاة ولا يوجد به كميات كبيرة من الحديد، مما جعله لا يتحمل طبقة الخرسانة فانهار فى الحال، وتبين أن الإهمال هو المتهم الرئيسى فى الحادث، ومن المحتمل أن يكون بسبب ماس كهربائى أيضا، وأمرت النيابة بتشريح الجثث بعد عرضها على الطب الشرعى تمهيدا للتصريح بدفنها.
انتقلت قيادات مديرية أمن حلوان برئاسة اللواء حسن السوهاجى مدير الإدارة العامة للمباحث، والعميد محمد القيصرى رئيس المباحث، وقوات الأمن المركزى، وسيارات الإسعاف إلى جزيرة المعادى، وشرطة المسطحات المائية وقوات الإنقاذ النهرى لانتشال الجثث.
لبداية كما يرويها أهالى الضحايا والمقيمون فى قرية العزيزية التابعة لمركز البدرشين بالجيزة، أنه فجر اليوم الأربعاء، حيث انتهى العمال من رمى طبقة خرسانية وأسمنتية على مرسى الجسر المائى لجزيرة المعادى، ناحية كورنيش النيل، وأثناء قيام العمال بغسل خلاطة الخرسانة، انهار الكوبرى فى مياه النيل وسقط العمال جميعا، وفوقهم الخلاطة وسط ذهول المقاول الذى هرب على الفور واختفى تماما من المكان، وأفاد الأهالى أن المقاول يقيم بمنطقة حلوان.
وعلى الفور انتقل خبر سقوط العمال فى النيل إلى أهالى الضحايا بقرية العزيزية التابعة لمركز البدرشين بالجيزة، وخاصة عائلة عامر التى فقدت 3 من أبنائها فى الحادث، وهم كل من: أحمد منصور عبد الظاهر عامر (25 سنة)، ومحمد سمير عبد الظاهر عامر (27 سنة)، ومحمد جمعة عبد الظاهر عامر (28 سنة)، وجميعهم عمال، مما دفعهم للتوجه مستقلين عدد كبير من السيارات إلى مكان الواقعة بالمعادى
وفور وصولهم تعالت صرخات السيدات وعويلهم حزناً على فقدان الضحايا، وقضى الجميع لحظات صعبة فى انتظار انتشال الجثث، وتمكن رجال الإنقاذ النهرى من انتشال الجثة الأولى فى تمام الساعة الثانية عشر ظهراً، والتى تسببت فى اندلاع بعض الاشتباكات لرغبة أهالى الضحايا إيداع الجثة بمستشفى القوات المسلحة ورفض رجال الجيش ذلك، وأسفرت الاشتباكات عن إطلاق القوات المسلحة الأعيرة النارية فى الهواء لتفريق الأهالى الذين تجمعوا بطريق كورنيش النيل أمام مستشفى القوات المسلحة، مما أدى إلى إعاقة حركة المرور.
كما تمكنت قوات الإنقاذ النهرى من انتشال جثة الضحية الثالث، والذى تم نقله والأول إلى مستشفى المبرة بالمعادى، فيما تكثف قوات الإنقاذ النهرى جهودها لانتشال الجثتين الأخيرتين، بالإضافة إلى شخص آخر يدعى علام من أبناء الصعيد.