أعلن ثوار ليبيا إنهم باتوا يطوقون العاصمة طرابلس بعد أن استولوا علي مدينة غريان ودخلوا مدينتي صرمان وصبراتة الساحليتين في أعقاب بسط سيطرتهم علي مدينة الزاوية الإستراتيجية.
.قالت مصادر في صفوف الثوار إنهم لا يزالون يخوضون معارك شرسة في بعض أحياء صبراتة غربي طرابلس مع بقايا كتائب العقيد معمر القذافي المتحصنين في الأطراف الغربية للمدينة.فيما ذكرت تقارير إخبارية أمس أن62 علي الأقل من ثوار ليبيا لقوا حتفهم وجرح40 آخرون في اشتباكات بين الثوار وكتائب العقيد معمر القذافي.وأوضحت صحيفة قورينا الجديدة أن معظم القتلي قتلوا برصاص القناصة, ومعظم الإصابات في الرأس.
وفي هذه الأثناء: أعلنت الولايات المتحدة أن أيام الزعيم الليبي معمر القذافي في السلطة باتت معدودة, كما رحبت بالتقدم الذي أحرزه الثوار الليبيون علي الارض بمواجهة قوات القذافي.وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني: بات واضحا أكثر فأكثر أن أيام القذافي باتت معدودة, وأن عزلته باتت تزداد يوما بعد يوم.وأضاف قائلا: كما سبق وكررنا مرارا نعتقد أن شعب ليبيا له الحق في تقرير مصيره.
وفي وقت سابق قالت مصادر الثوار إن الثوار تمكنوا من التقدم داخل مدينة صبراتة, ويتوقع أن تعترضهم مواجهات كبيرة أثناء دخولهم.وحسب تلك المصادر فإن الثوار حاولوا تطهير المدينة من بعض القناصة الذي بقوا متمركزين فوق بعض أبنيتها. وعن معركة صرمان( غرب) قال أحد الثوار إنهم سيطروا بالكامل علي المدينة. وذكر أن الثوار خرجوا من مدينة العجيلات التي تقع جنوب غرب صبراتة بعد أن رفض بعض الأهالي بقاء الثوار في المدينة خوفا من عمليات ينفذها ما سماه الطابور الخامس.
ومن جهة أخري قال الثوار إنهم استولوا اليوم بالكامل علي مدينة غريان, كبري مدن الجبل الغربي(80 كيلومترا جنوبي طرابلس) وتمكنوا من الاستيلاء علي معسكر كتيبة سحبان إحدي كتائب العقيد معمر القذافي التي كانت تهاجم الجبل الغربي منذ اندلاع الثورة في ليبيا.
وأكد مسئولون في المجلس الوطني الانتقالي الليبي المناهض لنظام حكم العقيد معمر القذافي أن معركة الانقضاض علي نظام القذافي في العاصمة الليبية طرابلس باتت وشيكة للغاية بعد التقدم العسكري الكبير الذي حققه الثوار علي أكثر من محور علي مدي الساعات القليلة الماضية.وأوضح العقيد أحمد باني, الناطق الرسمي العسكري باسم المجلس الانتقالي وجيش تحرير ليبيا الوطني أن التقدم اللافت الذي يحققه الثوار يعكس عزيمتهم علي إنهاء نظام القذافي في أسرع وقت ممكن.
وذكرت شبكة سي.إن.إن الأمريكية الإخبارية أن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي استخدمت صاروخا قصير المدي من طراز سكود السوفيتي القديم لأول مرة منذ اندلاع الحرب الأهلية في البلاد.وذكرت المحطة أن الصاروخ الذي تم إطلاقه من شرق مدينة سرت كان موجها لمدينة البريقة التي يسيطر عليها الثوار, إلا أنه أخطأ الهدف بحوالي80 كيلومترا وانفجر في الصحراء.
وعلي صعيد آخر, كشف مصدر مطلع أن فنزويلا تشارك في محادثات سرية بجزيرة جربة(500 كلم جنوب العاصمة تونس) بين ممثلين عن الثوار الليبيين ونظام العقيد معمر القذافي.وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية إن مبعوثا خاصا من الرئيس الفنزويلي هيجو تشافيز يشارك في محادثات تجري بأحد فنادق جزيرة جربة بين ممثلين عن الثوار ونظام معمر القذافي, دون أن يحدد تاريخ بداية هذه المحادثات.وأضاف المصدر أنه تم التطرق خلال المحادثات في جربة إلي تأمين خروج آمن للقذافي وعائلته من ليبيا التي تشهد منذ17 فبراير ثورة للمطالبة بتنحي العقيد الذي يحكم الجماهيرية منذ أكثر من40 عاما.
وذكر أن فنزويلا علي استعداد لتوفير طائرة خاصة لنقل القذافي وعائلته إلي مكان خارج ليبيا, دون أن يكشف عن هذا المكان وإذا ما كانت الطائرة ستحط في مطار ليبي أو تونسي.وأضاف: سيلتقي ممثلو الثوار والنظام الليبي اليوم بأحد فنادق العاصمة التونسية مع عبد الإله الخطيب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة.ولم يستبعد المصدر أن يحضر المبعوث الفنزويلي هذا الاجتماع.
وفي غضون ذلك, نقلت وكالة الأنباء التونسية عن المبعوث الأممي قوله إن المنظمة الأممية تبذل جهودا حثيثة بهدف التوصل إلي حل للأزمة الليبية بما يكفل تلبية الحقوق المشروعة للشعب الليبي والاستجابة لتطلعاته.وأضافت الوكالة أن الخطيب أجري محادثات لم تكشف عن تفاصيلها مع الباجي قايد السبسي رئيس الحكومة التونسية.
ولم تستبعد الوكالة أن يكون وزير النفط الليبي عمران غانم الذي قالت إنه موجود في جزيرة جربة منذ الجمعة الماضي شارك في المفاوضات مع الثوار بالجزيرة.