بحث رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل في القاهرة عملية تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين الحركة وإسرائيل. وفي الأثناء أعلنت حماس بعض أسماء من سيفرج عنهم. وفي إسرائيل طالب وزراء بإقرار عقوبة الإعدام بحق الفلسطينيين.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن مشعل التقى اليوم في القاهرة رئيس جهاز الاستخبارات المصري مراد موافي لإجراء محادثات حول صفقة تبادل الأسرى، حسبما قال التلفزيون المصري.
وبحث مشعل وموافي عملية تنفيذ الصفقة التي ستحرر بمقتضاها إسرائيل 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في غزة منذ عام 2006.
وتوقعت مصادر إسرائيلية رسمية أن تبدأ الإجراءات الخاصة بالإفراج عن شاليط الأسبوع القادم بعد الإفراج عن الدفعة الأولى من المعتقلين الفلسطينيين، وذلك عبر نقله من غزة إلى مصر ومن ثم تسليمه إلى إسرائيل.
إجراءات التبادل
ورجح القيادي بحماس صالح عاروري أن تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاقية سيتم الثلاثاء أو الأربعاء، وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس التي وصفته بأنه واحد من أربع قيادات بالحركة كانوا يديرون شؤون الصفقة.
وقال عاروري إن إسرائيل ستسلم الأسرى إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بينما ستنقل حماس شاليط إلى العاصمة المصرية.
وكان تلفزيون الأقصى -الذي يبث من غزة ويتبع لحركة حماس- قال في وقت سابق إن بدء تنفيذ اتفاق صفقة التبادل سيتم يوم الاثنين المقبل، مشيرا إلى أن الأسرى المفرج عنهم ضمن الصفقة سيتم تسليمهم إلى مصر على أن يصلوا قطاع غزة عبر معبر رفح البري.
وفي هذا السياق أكد المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة أن صفقة التبادل ستكون على مرحلتين، تشمل أولاهما 450 أسيرا وستتم خلال أسبوع، وتضم الثانية 550 أسيرا وستنفذ بعد شهرين من تنفيذ المرحلة الأولى.
قائمة الأسرى
وفي هذه الأثناء نشر المكتب الإعلامي لحركة حماس اليوم الخميس بعض أسماء الأسرى الذين سيفرج عنهم ضمن ما أسماها صفقة "الوفاء للأحرار". وجاء في بيان وصل الجزيرة نت نسخة منه أن من المفرج عنهم: عميد الأسرى نائل البرغوثي، وصخر البرغوثي، والأسير يحيى السنوار، وروحي مشتهى، وراتب عبد الله زيدان، وأكرم سلامة، ومحمد شراتحة، وعلي العامودي، إضافة إلى الأسرى عبد الهادي غنيم، وعامر أبو سرحان، وأكرم منصور، وإبراهيم جابر، وعثمان مصلح، وفخري البرغوثي، ومحمد سلامة أبو خوصة، وفؤاد الرازم، وأشرف الواوي، وزاهر جبارين، وسامي يونس الذي يعد أكبر أسير في سجون الاحتلال من مواليد عام 1933.
ومن خلية القدس: جهاد يغمور، وأيمن خليل، وتيسير سليمان. ومن خلية توليدانو: محمد عطون، وموسى عكاوي، وماجد أبو قطيش. ومن خلية سلواد: فرح الناطور، وياسر حماد، وأحمد النجار.
ومن الأسرى الذين سيفرج عنهم: أشرف بعلوجة، وتوفيق أبو نعيم، ومحمد القرم، وأخوه يوسف القرم، ووليد عقل، ونصر يتايمة وهو من مجموعة الأسير عباس السيد.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول بحماس -طلب عدم ذكر اسمه- قوله إن نحو 178 أسيرا -من أصل 450 سيفرج عنهم في المرحلة الأولى- لن يسمح لهم بالعودة إلى منازلهم في الضفة الغربية أو القدس، مما يشير إلى إبعادهم إلى قطاع غزة أو حتى إلى بلدان أخرى.
وذكرت مصادر مقربة من حماس أن الصفقة ستتضمن عودة 262 أسيرا إلى منازلهم بعد تحريرهم ضمن المرحلة الأولى، بينهم 130 من قطاع غزة و111 من الضفة الغربية و15 من القدس و6 من عرب إسرائيل إلى جانب 25 أسيرة. أما باقي أسرى المرحلة الأولى إضافة إلى أسيرتين فيرجح إبعادهم إلى غزة والخارج.
إعدام الفلسطينيين
على صعيد متصل، كشفت تقارير إسرائيلية الخميس أنه خلال الاجتماع الاستثنائي الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية مساء الثلاثاء الماضي لإقرار صفقة تبادل الأسرى، اقترح عدد من الوزراء تشريع قانون لتنفيذ حكم الإعدام بحق أسرى فلسطينيين وإطلاق سراح أسرى يهود أدينوا بقتل فلسطينيين.
وأفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أن عدداً من الوزراء الإسرائيليين اقترحوا تغيير القوانين بصورة تسمح بفرض عقوبة الإعدام بحق أسرى فلسطينيين أدينوا بقتل إسرائيليين بهدف زيادة الردع، لكن نائب رئيس الوزراء ووزير شؤون الاستخبارات دان مريدور رفض هذه الاقتراحات وقال "أقترح ألا نجري الآن نحو أفكار متطرفة".
من جانبه اقترح رئيس حزب شاس ووزير الداخلية إلياهو يشاي منح عفو عن أسرى يهود أدينوا بقتل فلسطينيين، معللاً ذلك بأنه أمر صائب في إطار التوازنات في المجتمع الإسرائيلي، و"هذا ليس حلاً لإطلاق سراح مئات الأسرى (الفلسطينيين) وإنما من شأنه أن يُحلّي الصفقة المُرة".
ودعا وزير الدفاع إيهود باراك الذي أيّد الصفقة سوية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحث معه باقي الوزراء على تأييدها، إلى وضع سياسة حكومية لمواجهة عمليات أسر جنود أو مدنيين إسرائيليين في المستقبل. وقال باراك إنه "ينبغي تغيير القواعد من أساسها، فالأميركيون والبريطانيون وغيرهم بلوروا قواعد للتعامل مع حالات كهذه، وقسم منها ملائم لنا بالتأكيد".