[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لندن-د ب أنجح علماء أمريكيون في جعل الإنسان ينسى الذكريات غير المريحة وذلك باستخدام تدريبات بسيطة للذاكرة، وقد قام العلماء من جامعة نيويورك خلال التدريب باستدعاء الذكريات المؤلمة أولا من خلال تنشيطها ثم تغطيتها بذكريات أخرى محايدة حسبما أشارالباحثون في دراستهم التي نشروا نتائجها الأربعاء بمجلة "نيتشر" البريطانية.
وأكد العلماء أن هذا الحجب للذكريات المخيفة يستمر عاما على الأقل ولا يؤثر على تذكر الإنسان للأحداث ذات الأهمية للإنسان.
ويأمل الباحثون في استخدام هذه النتائج في معالجة الأشخاص المصابين بأمراض نفسية ناتجة عن معايشة أحداث مؤلمة، وأشار الباحثون إلى أن ذاكرة الإنسان ليست برنامجا جامدا غير قابل للتغيير كما كان يفترض لوقت طويل وإلى أن ذاكرة الإنسان يعاد تنشيطها بشكل دوري من أجل النظر في مدى أهمية محتواها الحالي وذلك قبل حفظ هذا المحتوى مجددا.
ومن الممكن حسب العلماء تغيير بعض الذكريات خلال مرحلة إعادة تثبيت أو "تحديث" المعلومات في الذاكرة، و استفاد الباحثون بالفعل من هذه الحقيقة في تجارب سابقة حيث استخدموا عقاقير طبية في حذف الذكريات ذات الصلة بالأحداث المخيفة بعد تنشيط هذه الذكريات.
غير أن هذه التجارب أجريت حتى الآن بشكل رئيسي على حيوانات ولا تنجح غالبا مع الإنسان بسبب نوع العقاقير المستخدمة.
أما الباحثة الأمريكية اليزابث فيليبس وزملاؤها من جامعة نيويورك فدرسوا إمكانية تحويل الذكريات السلبية لدى الإنسان من أجل مساعدته في التخلص من الخوف الذي ينتابه عند تذكر الأحداث المؤلمة.
وقام الباحثون في سبيل ذلك بإنشاء ذاكرة محفوفة بالمخاوف لدى المتطوعين وذلك من خلال عرض مربعات مختلفة الألوان على هؤلاء المتطوعين من خلال شاشة، وعندما كانت أعين المتطوعين تقع على مربع بلون معين كان المتطوعون يصابون بصدمة كهربائية بسيطة.
وبمرور بعض الوقت كان المتطوعون يشعرون بالخوف لمجرد النظر لهذا المربع بالذات وبدون تلقيهم صدمة كهربائية.
وفي اليوم التالي قام الباحثون بحذف الأحداث المرتبطة بالخوف لدى المتطوعين وذلك باستدعاء هذه الذكرى المخيفة من خلال عرض صورة المربع على المتطوعين.
وفي الخطوة التالية وذلك خلال مرحلة إعادة تثبيت محتوى الذاكرة عرض على الباحثين نفس المربع الذي يرتبط عندهم بمشاعر الخوف ولكن دون أن يتعرض المتطوعون لصدمة وبذلك أدركوا أن هذا المربع غير ضار مما جعل رد فعل المتطوعين في اليوم التالي محايدا تجاه هذا المربع وأدى لاختفاء ذكرى الخوف المرتبطة به.
غير أن الباحثين أكدوا أن هذه التجربة لا تنجح إلا إذا تمت عملية شطب بعض محتوى الذاكرة خلال مرحلة إعادة تثبيت المحتوى وهي المرحلة التي تتم بعد نحو ست ساعات من إعادة تنشيط الذاكرة ومن التدريبات التي تهدف لشطب بعض الذكريات.
وأشار الباحثون إلى أن رد فعل المتطوعين الذين طالت لديهم المدة الواقعة بين تنشيط الذاكرة ومسح الذكريات ظل خائفا رغم محاولات تحويل الذكريات.
ويأمل الباحثون في استخدام نتائج هذه الدراسة حتى تختفي الذكريات المخيفة للأبد، وتعتمد التقنيات المستخدمة حاليا في إزالة الخوف على كبت الذكريات المسببة له ولكن من الممكن أن ينتهي هذا الكبت من خلال تعرض الشخص لضغوط عصبية.