اوباما: واشنطن "مصممة" على ايجاد حل لمشكلة المناخ

قال الرئيس الامريكي باراك اوباما، امام الجمعية العامة للامم المتحدة، ان الولايات المتحدة "مصممة" على مواجهة مشكلة التغيرات المناخية وايجاد حل لها، ومحذرا من صعوبة المفاوضات المنتظرة بين دول العالم للتوصل الى اتفاق دولي حولها خلال العام الحالي.

ودعا اوباما، امام اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة الذي يحضره اكثر من مئة زعيم دولة بمقرها بنيويورك، الدول النامية الى اتخاذ "خطوات قوية" لمعالجة مشكلة انبعاث الغازات الضارة بالجو، حتى يكون الوصول الى اتفاق دولي اكثر يسرا.

وقال في هذه الصدد: "نحن ندرك اهمية وحجم التهديد المناخي، ونحن مصممون على التحرك وسنتحمل مسؤولياتنا تجاه الاجيال المقبلة".

كما حذر الرئيس الامريكي من توقع مفاوضات صعبة بين دول العالم قبل انعقاد قمة المناخ حول التغيرات المناخية في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن نهاية العام الحالي.

وتأتي تصريحات اوباما في وقت دعا فيه رؤساء أكثر من 500 شركة عالمية الى التوصل الى "اتفاقية قوية وطموح ومنصفة" لمشكلة المناخ.

وقال هؤلاء، وهم من نحو 50 دولة تشمل البرازيل وبريطانيا والصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة، في بيانهم ان الاجراءات "لا بد ان تتماشى مع انعاش الاقتصاد من الركود الحالي مع احتياجات الحفاظ على البيئة".

قمة سابقة


من جانبه دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي زعماء الدول الصناعية الرئيسية في العالم الى الاجتماع في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل لمناقشة اجندة قمة المناخ في كوبنهاجن.

وقال ساركوزي انه "نظرا لصعوبة هذه المفاوضات صار واضحا ان هناك حاجة الى قمة تسبق قمة كوبهاجن".

واضاف ساركوزي ان هذه القمة ستسمح لرؤساء اكبر الدول الملوثة للاجتماع و "الالتزام على نحو واضح بانجاح قمة كوبنهاجن".

وتتركز الاضواء في اجتماعات الامم المتحدة على الرئيس الصيني هوجنتاو، الذي يتوقع ان يكشف عن خطط جديدة وصفت بانها صارمة لمعالجة مشكلة الاحتباس الحراري.

وتسعى المفاوضات إلى الاتفاق على بديل لاتفاقية كيوتو التي تحدد الانبعاث الحراري.
أهداف صينية

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اجتماع الثلاثاء بأنه محاولة لاعطاء زخم للمحادثات المتعثرة.

وتقول باربرا بليت مراسلة بي بي سي في المنظمة الدولية ان المحادثات قد توقفت لان الدول الغنية لم تتعهد بتقليص نسبة كافية من الكربون لاخراج العالم من حالة الخطر.

وتشير الى ان الدول الافقر لا تريد الالتزام بالسقف الاعلى لان هذا يحول دون تطويرها لاقتصاداتها، كما ترى.

وتضيف بليت ان الدور الصيني هنا حيوي جدا لأنها من الاقتصادات الناشئة ومن كبار الدول الملوثة في العالم.

وقال ييفو دو بوير كبير المفاوضين حول التغيرات المناخية في الامم المتحدة انه يتوقع صدور اعلان مهم من بكين خلال الاجتماع.

ومن المتوقع أن يعلن هوجنتاو عن "مستويات لكثافة الكربون" تهدف إلى جعل الصناعة الصينية أشد كفاءة، وبالتالي يقل إنتاجها من الكربون مقابل كل وحدة من الطاقة.

وكانت الصين قد حققت قفزة كبرى سبقت بها الولايات المتحدة لتصبح أكبر سوق للطاقة المولدة من الرياح، كما أنها قوة نامية في سوق الطاقة الشمسية، ويقول محللون إن الرئيس الصيني قد يعلن عن تقدم في تحديد مستويات اهداف أفضل في حقل الطاقة المتجددة.

إلا أن كوينتن سمرفيل مراسل بي بي سي في بكين يقول إنه من غير المحتمل أن يوافق الصينيون على وضع سقف لمستوى الانبعاث الحراري في انتاجهم.

ورغم التقدم الذي شهده العالم في مجال التقنية الخضراء، إلا أن الصين لا تزال تحصل على نحو 70% من احتياجاتها من الطاقة من الفحم، ومع توسع اقتصادها يزداد معدل انبعاث الغازات من صناعاتها، كما يقول مراسل بي بي سي.
ضغوط على الولايات المتحدة

كما توجد هناك ضغوط على دولة أخرى من كبار الدول الملوثة في العالم وهي الولايات المتحدة.

وقد أقر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن مسألة التغيرات المناخية لا يمكن تجاهلها، إلا ان معارضين يقولون إن واشنطن تتحرك ببطء شديد في إصدار التشريعات اللازمة.

ويقول مراسلون إن من المهم تدليل كل من الولايات المتحدة والصين على مدى العزم في إرادتهما السياسية لتحريك المفاوضات.

وكل من هاتين الدولتين مسؤولة عن 20 في المئة من التلوث المناخي من الفحم والغاز الطبيعي والنفط، يليهما بعد ذلك الاتحاد الأوروبي (14في المئة) ثم روسيا والهند (5 في المئة) لكل منهما.