[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قبل سنوات قليلة لم يكن مانويل جوزيه المدرب البرتغالي ، المدير الفني للمنتخب الأنجولي لكرة القدم ، من الأسماء اللامعة في عالم كرة القدم حيث فشل في تحقيق أي إنجاز حقيقي خلال مسيرته التدريبية بالبرتغال.
ولكن انتقال هذا المدرب إلى العمل في مصر وبالتحديد مع النادي الأهلي ، نادي القرن العشرين بالقارة الأفريقية ، دفعه تدريجيا نحو سماء العالمية حيث حقق مع الأهلي ما فشل في تحقيقه بالبرتغال.
وبعد عدة سنوات حقق فيها جوزيه العديد من الإنجازات مع النادي الأهلي على جميع المستويات ، محليا وأفريقيا وعالميا ، لم يكن قرار رحيله عن تدريب الفريق أمرا سهلا لكن رغبة هذا المدرب القدير في ترك بصمات أخرى في مسيرته التدريبية دفعته لقبول العرض المغري الذي تلقاه لتدريب المنتخب الأنجولي.
وبدأ جوزيه مسيرته التدريبية في البرتغال خلال حقبة الثمانينيات من القرن الماضي وتولى تدريب فرق سبورتنج وبراجا وإسبينيو وبوافيستا وماريتيمو وإس إلى بنفيكا وليريا وبلنسيس لكنه فشل في التتويج معها بالألقاب باستثناء فوزه مع بوافيستا بلقبي كأس البرتغال في موسم 1991/1992 وكأس السوبر البرتغالي في بداية الموسم التالي.
ومع رحيل جوزيه /63 عاما/ إلى مصر لتدريب الأهلي ، بدأ هذا المدرب سجل إنجازاته الحقيقي حيث توج مع الفريق بلقب دوري أبطال أفريقيا في نهاية عام 2001 وبلقب كأس السوبر الأفريقي عام 2002 رغم اعتماده بشكل كبير على مجموعة من المواهب الشابة بالفريق مثل حسام غالي المحترف حاليا في النصر السعودي بعد عودته من رحلة الاحتراف بإنجلترا.
ولكن فشل جوزيه في الفوز بلقب الدوري المصري دفع إدارة النادي إلى عدم التجديد له على الرغم من قيادته الفريق للفوز على فريق ريال مدريد الأسباني 1/صفر وديا وفوزه على الزمالك المنافس العنيد للأهلي 6/1 في الدوري الممتاز.
وبعد أقل من عامين على رحيله عن الأهلي ، تعاقد معه الأهلي مجددا في نهاية تشرين ثان/نوفمبر لإنقاذ الفريق بعد تعثره تحت قيادة المدرب البرتغالي الآخر توني أوليفيرا.
وبعد أن عبر جوزيه موسم 2003/2004 بدون ألقاب مع الفريق ، بدأ المدرب البرتغالي في بناء فريق رائع للأهلي معتمدا على تعاقد إدارة النادي مع عدد من النجوم الكبار مثل محمد أبو تريكة وحسن مصطفى في منتصف موسم 2003/2004 ومحمد بركات وإسلام الشاطر وعماد النحاس وغيرهم.
وقاد جوزيه الفريق للفوز بألقاب الدوري المصري لخمسة مواسم متتالية ولقب كأس مصر مرتين وكأس السوبر المصري أربع مرات ولقب دوري أبطال أفريقيا أعوام 2005 و2006 و2008 وكأس السوبر الأفريقي ثلاث مرات بخلاف وصوله لكأس العالم للأندية ثلاث مرات أعوام 2005 و2006 و2008 وفوزه بالمركز الثالث في البطولة عام 2006 ووصوله لنهائي دوري أبطال أفريقيا عام 2007 .
وأصبح جوزيه بذلك أول مدرب يحقق كل هذه الإنجازات مع الأهلي والكرة المصرية ليستحق تكريم الرئيس المصري حسني مبارك في نهاية عام 2006 .
وفي الوقت الذي توقع فيه كثيرون أن يتولى جوزيه تدريب المنتخب البرتغالي في أعقاب رحيل المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري من تدريب الفريق بعد كأس العالم 2006 بألمانيا لجأ الاتحاد البرتغالي إلى المدرب كارلوس كيروش مما دفع جوزيه للتفكير في تولي أحد المنتخبات التي ترغب في خدماته.
وجاء رحيل جوزيه عن الأهلي والانتقال إلى تدريب المنتخب الأنجولي في وقت صعب وبالتحديد في منتصف عام 2008 فلم تكن الشهور القليلة الماضية كافية ليتعرف أي مدرب على فريق جديد سيخوض بطولة كبيرة بحجم كأس الأمم الأفريقية على ملعبه ووسط جماهيره.
ولكن تواجد اللاعبين فلافيو وجيلبرتو نجمي المنتخب الأنجولي في صفوف الأهلي على مدار عدة سنوات تحت قيادة جوزيه كان بمثابة نقطة الاتصال بفريق الفهود ليتعرف جوزيه سريعا على إمكانيات المنتخب الأنجولي ويقترب سريعا من اللاعبين ويقطع شوطا كبيرا في هذه المهمة.
ولذلك لم يتردد جوزيه في قبول العرض الأنجولي لتكون البطولة الأفريقية القادمة هي التحدي الجديد الذي ينتظر جوزيه والذي يسعى من خلاله إلى توجيه رسالة للاتحاد البرتغالي الذي لم يمنحه مهمة تدريب المنتخب البرتغالي رغم إنجازاته العديدة مع الأهلي.
ويحلم جوزيه بمزيد من الإنجازات على ساحة كرة القدم الأفريقية من خلال المنتخب الأنجولي رغم أنه يدرك تماما صعوبة مهمته في كأس أفريقيا التي تضم أفضل المنتخبات في القارة السمراء مما يعني أن وصوله مع الفريق للمربع الذهبي للمرة الأولى قد يصبح إنجازا جيدا.
ولا يرجع السبب الرئيسي وراء نجاح جوزيه مع الأهلي إلى إمكانياته الفنية والخططية بقدر ما يرجع إلى شخصيته الحازمة الصارمة التي ظهرت من خلال تعامله مع نجوم الأهلي عبر سنوات طويلة وكذلك من خلال استبعاده في الشهور الماضية لنجم المنتخب الأنجولي مانوتشو بسبب خلاف بسيط بينهما قبل أن يعتذر اللاعب ليدخل ضمن القائمة النهائية للفريق في كأس أفريقيا.