تكثف أجهزة محافظة الإسكندرية بمصر جهودها لكشف ملابسات العثور على ١٥ رأس حمار وعشرة كلاب مذبوحة أمس بجوار ملعب برج العرب الجديد، وسط أنباء عن احتمال قيام بعض الأشخاص بذبحها لبيعها لحوماً بلدية للمستهلكين.
ويأتي ذلك بعد أن انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة ذبح الحمير والكلاب والخيول والقطط وبيعها على أنها لحوم أبقار بالتزامن مع ارتفاع أسعار اللحوم، وتم الكشف عن قيام جزارين وأصحاب مطاعم خاصة في المناطق الشعبية والفقيرة بطرحها بأسعار رخيصة جدا.
وحذرت تقارير رقابية -حصلت الجزيرة نت على نسخة منها- من انتشار عمليات بيع لحوم الحيوانات خاصة "النافقة" في أسواق المحافظة في ظل انعدام الرقابة عليها فيما قلل مسؤولو الصحة والطب البيطري من خطورة الأمر، مؤكدين صعوبة تسربها للأسواق.
وتقدم النائب أسامة جادو -عضو مجلس الشعب عن كتلة الإخوان المسلمين- بطلب إحاطة عاجل إلى رئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف بشأن ارتفاع أسعار اللحوم في المحافظة وضعف قدرة الأجهزة الرقابية على السيطرة على الأسواق وحماية المستهلكين.
وأشار النائب إلى قيام ضعاف النفوس من التجار والموردين باستغلال الزيادة المستمرة في أسعار اللحوم، بطرح لحوم حيوانات غير صالحة للاستهلاك الآدمى بأسعار رخيصة جدا في الأسواق أو لحوم فاسدة ومنتهية الصلاحية بعد إعادة خلطها مع باقي منتجات اللحوم وبيعها في المتاجر.
حوادث مشابهة
النائب جادو قال إن الإسكندرية تشتهر بمثل هذه الجرائم بسبب الجشع وغياب الرقابة (الجزيرة نت)
وقال جادو -في حديث للجزيرة نت- إن حوادث مشابهة وقعت منذ فترة في منطقة العامرية وباب شرق وتم إلقاء القبض على المتهمين وإحالتهم إلى المحاكمة لافتا إلى إن الإسكندرية من أشهر المحافظات التي تحدث فيها مثل هذه الجرائم بسبب الجشع وغياب الرقابة.
وأيد رئيس لجنة حماية المستهلك بالمجلس الشعبي المحلى بالمحافظة حسن خير الله احتمالات تسريب هذه اللحوم غير الصالحة للاستهلاك الآدمي لموائد البسطاء ومحدودي الدخل خاصة في الأسواق العشوائية ولدى الباعة الجائلين, عبر ما أسماه "مافيا" تهدف إلى تحقيق أرباح كبيرة على حساب صحة المواطنين وحياتهم, وطالب الأجهزة المعنية بتكثيف حملاتها على المحال والأسواق.
لكن أستاذ الطب بجامعة الإسكندرية ورئيس لجنة الشؤون الصحية بالمجلس المحلى للمحافظة -الدكتور ياسر ذكي- قلل من خطورة تناول لحوم الحمير والكلاب وتأثيرها على صحة المواطنين, موضحا أن هذه اللحوم لا تتسبب في إحداث أضرار صحية إلا في حالة كونها لحوما تالفة أو احتوائها على ديدان وطفيليات ينتج عنها أمراض خطيرة.
واعترف ذكي بأنه لم تتخذ خطوات وإجراءات جادة على هذا الصعيد حتى الآن، لمنع مثل هذه التصرفات التي وصفها بـ"الفردية" مما قد يساعد على انتشارها خاصة في المناطق والأسواق العشوائية.
ونفى مدير الطب البيطري بالمحافظة محمود علوي بيع لحوم الحمير والكلاب، والتي يمكن التعرف عليها بسهولة بالفحص الظاهري سواء بشكلها أو بمرقها أو رائحتها.
وأكد علوي صعوبة تسرب لحوم الحيوانات النافقة أو غيرها إلى موائدة المواطنين، مشددا على وجود حملات مكثفة ورقابة مستمرة على جميع المنتجات والسلع المتداولة في أسواق المحافظة.
وأضاف في حديثة للجزيرة نت أنه فور انتشار الخبر تم إعلان حالة الطوارئ بالمديرية وشن حملات مفاجئة على الأسواق بالتنسيق مع الشؤون الصحية والشرطة، مرجحا أن تكون المخالفات المضبوطة هي لحيوانات التغذية في حديقة الحيوان.
حملات مكثفة
أما الدكتور سلامة عبد المنعم وكيل وزارة الصحة بالمحافظة فأكد أن جميع الأجهزة الرقابية بالمديرية بالتنسيق مع الأجهزة الرقابية الأخرى تقوم بحملات مكثفة مستمرة علي الأسواق للتأكد من سلامة وجودة السلع ومطابقتها للمواصفات القياسية والشروط الصحية لضمان حصول المستهلك على سلع صالحة للاستهلاك الآدمي.
وشدد المسؤول الصحي على ضرورة شراء اللحوم المعروف مصدرها من محال الجزارة، والموثوق فيها وعليها كافة أختام السلخانة بما يدل على ذبحها والكشف عليها والتأكد من سلامتها.
يشار إلى أن مصر تشهد حملة متزايدة تدعو إلى مقاطعة اللحوم الحمراء بسبب ارتفاع ثمنها بصورة كبيرة، والاكتفاء فقط بأكل الدواجن والأسماك. ووصل سعر كيلو اللحم إلى نحو ثمانين جنيها (14.4 دولارا).