بدو أن ما أعلنته وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن احتمالية اصطدام القمر الاصطناعى الخاص بها " UARS " بالأرض اليوم الجمعة، أثار مخاوف الكثيرين من احتمال سقوط عدد كبير من الضحايا فى حالة سقوط القمر فى منطقة مأهولة بالسكان.
وما زاد من خطورة الأمر الإشاعات التى انطلقت من فترة باحتمالية انتهاء العالم عام 2012، نتيجة لاصطدام أحد الأقمار بالكرة الأرضية، وبالرغم من تأكيدات العالم المصرى الكبير دكتور فاروق الباز على أن هذه الكلمات مجرد "خرافات"، لكنه فى الوقت ذاته لم يتردد فى الكشف عن إمكانية حدوث كارثة فى حال اصطدام أقمار صناعية قديمة ما تزال تدور حول الأرض، بكوكبنا، وخصوصا أن إزالتها تعد "مهمة مستحيلة".
فى الوقت نفسه نفى عدد من الخبراء الفلكيين وجود خطورة من اصطدام القمر بالأرض مؤكدين أن احتمالية سقوطه فوق منطقة مأهولة سكنيا منعدمة، وقال الدكتور محمد سليمان أستاذ الفيزياء الشمسية بالمعهد القومى للبحوث الفلكية إن أاحتمالات اصطدام الكواكب بالكرة الأرضية ضعيفة ومستبعدة تماما، رافضا الربط بين اصطدام القمر بالأرض وما قيل عن نهاية العالم لعام 2012.
وتابع سليمان " عام 2012 وفقا للتاريخ الفلكى هو نهاية فترة أولى من تاريخ العالم الفلكى، الذى قسمه شعب المايا إلى خمس فترات نهاية أول فترة عام 2012، مضيفا أن نهاية الفترة تشمل انطباق الإحداثيات الشمسية على المجرية ولا تمثل نهاية للعالم وهى مجرد انتهاء لفترة.
وأكد سليمان على أن هذا الاصطدام ليس الأول فملايين الشهب والنيازك تسقط فى البحر وأحجامها لا تتعدى حبة الرمل أو القمح ولا نشعر بها مؤكدا أن تاريخ تسجيل الشهب والنيازك لم يحتوى على صدام نيزك وزنه كليو جرام بالأرض والحادثة الوحيدة التى حدثت فى مصر كانت عام 1905 بإصطدام نيزك بكلب أدى لوفاته.
على الجانب الآخر قالت الدكتورة رباب هلال عبد الحميد الأستاذ بقسم بحوث الشمس والفضاء بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن اصطدام هذه الأقمار بالأرض يتم وفقا لحسابات معقدة تقوم بها وكالة الفضاء الأمريكية " ناسا "، ومن الصعب أن تسقط بالأرض أو داخل المناطق الآهلة بالسكان.
وتابعت أستاذ الفلك بالمعهد القومى "أن احتمالية حدوث خلل وسقوطه فى مناطق سكنية يعد احتمال ضعيف للغاية.
وعن الخسائر التى من الممكن أن تحدث اذا سقط القمر فى مناطق آهلة بالسكان قالت عبد الحميد "إن كارثة كبرى ستحدث، مضيفة أن الخطورة التى تكمن فى عام 2012 ليس لأنه يمثل انتهاء العالم كما يردد البعض بقدر ما تمثل خطورة فى تشابه الدورة الشمسية لعام 1845 التى عرفت بضعفها وتسببت فى قطع خطوط البريد وقتها.
وأوضحت أن دورة النشاط الشمسى بدأت فى ديسمبر 2008، كما أنها تنشط فى السنة الرابعة من بدئها ولم يحدث هذا حتى الآن مما ينذر بتكرار أحداث عام 1845 من قطع خطوط التلغراف الذى من الممكن ان يمتد إلى قطع خطوط الاتصالات والإنترنت، مؤكدة أن هذه الأحداث ستكلفنا ملايين الجنيهات وستمثل كارثة فى حد ذاتها، وستكون اغلب أخطارها فى نسف الكرة الشمالى بكندا وأمريكا.