قررت هيئة التحقيق في أحداث العنف التي شهدها ميدان التحرير، بوسط العصمة المصرية القاهرة، في الثاني من فبراير/ شباط الماضي، والتي تُعرف بـ"موقعة الجمل"، إحالة 25 متهماً، يتقدمهم رئيسا مجلسي الشعب والشورى السابقين، أحمد فتحي سرور، وصفوت الشريف، إلى محكمة الجنايات.
ونسبت هيئة التحقيق، المنتدبة من وزير العدل، للتحقيق في اعتداء عدد من المسلحين من الموالين لنظام الرئيس السابق، حسني مبارك، على المتظاهرين في ميدان التحرير، اتهامات بقتل المتظاهرين، والشروع في القتل بقصد الإرهاب، وإحداث عاهات مستديمة بهم، والتعدي عليهم بقصد، وكذلك التحريض على تنفيذ الاعتداءات.
وطلب رئيس هيئة التحقيق، المستشار محمود السبروت، من محكمة استئناف القاهرة، برئاسة المستشار السيد عبد العزيز عمر، تحديد جلسة عاجلة لمحاكمة المتهمين، أمام محكمة جنايات القاهرة.
وضمت قائمة المتهمين عدداً من الوزراء والبرلمانيين السابقين في مجلسي الشعب والشورى، وبعض رجال الأعمال، إضافة إلى عدد من قيادات الحزب الوطني "المنحل"، من الموالين لنظام الرئيس السابق.
ومن أبرز الأسماء التي ضمتها القائمة، فضلاً عن سرور والشريف، عائشة عبدالهادي، وماجد الشربيني، ومحمد الغمراوي، ومحمد أبوالعينين، ومرتضى منصور، إضافة إلى نجله أحمد، ورجب هلال حميدة، وحسين مجاور، وإبراهيم كامل، وطلعت القواس، وإيهاب أحمد بدوي، وشهرته إيهاب العمدة.
واستخدم عشرات الموالين للنظام السابق، الجمال والجياد في مهاجمة المتظاهرين العزل في ميدان التحرير، حيث انهالوا عليهم ضرباً بالعصي والأسلحة البيضاء، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، من المحتجين الذين كانوا يطالبون بإسقاط نظام مبارك.
جاء قرار إحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات قبل ساعات من مظاهرة مليونية دعت إليها جماعات وقوى سياسية مصرية الجمعة، تحت شعار "جمعة الثورة أولاً"، لتجديد مطالبهم بمحاكمة رموز النظام السابق المتهمين بالفساد واستغلال النفوذ، وكذلك محاكمة ضباط الشرطة المتهمين بإطلاق النار على المتظاهرين.
وكانت سلطات التحقيق في "موقعة الجمل" قد أمرت بحبس رئيس مجلس الشعب السابق لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات، بعدما نسبت إليه تهم "التحريض" على قتل وإصابة المتظاهرين في ميدان التحرير، إلا أن سرور أنكر تلك الاتهامات، وأكد أنه لا علاقة له بالحزب الوطني، رغم أنه كان يُعد أحد أبرز القياديين في الحزب "المنحل."
ونفى سرور ما جاء في أقوال عدد من الشهود، الذين كانوا قد أكدوا قيامه بتنظيم مظاهرة من "البلطجية" وبعض أهالي منطقة "السيدة زينب"، مقر دائرته الانتخابية، تحركت من الميدان الشهير في منطقة "مصر القديمة"، متجهة إلى ميدان التحرير، حيث قاموا بالاعتداء على المتظاهرين بتحريض مباشر منه.
وأجبرت ثورة شعبية انطلقت في 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، واستمرت 18 يوماً، الرئيس السابق، حسني مبارك، على التنحي عن السلطة في 11 فبراير