في خطوة تعكس عمق الازمة التي تمر بها تل ابيب قطع الكنيست الاسرائيلي عطلته الصيفية امس لعقد جلسة خاصة للمشاركة في النقاش الدائر حول ارتفاع تكاليف المعيشة.
و هو الخلاف الذي هز الدولة العبرية الاسابيع الماضية. وقال يوتام ياكير المتحدث بإسم الكنيست ان تلك الجلسة الخاصة دعا اليها25 عضوا ومن المقرر ان تناقش اكبر موجة من التظاهرات في تاريخ اسرائيل للاحتجاج علي ارتفاع تكاليف الغذاء والمساكن والتعليم والرعاية الصحية, وقالت الاستطلاعات ان80% من مواطني الدولة العبرية يؤيدون تلك الاحتجاجات.
وقال رئيس الكنيست الإسرائيلي رؤوفين ريفلين إن الحد الأقصي الذي لا يمكن أن تتجاوزه الحكومة للتجاوب مع مطالب حركة الاحتجاجات الاجتماعية يتمثل في تجاوز الميزانية بحوالي5 مليارات شيكل, ونقل راديو صوت إسرائيل امس عن ريفلين قوله إنه يمكن الاستفادة من الفائض المرجح في العوائد الضريبية الحكومية للعام الحالي.
وفي ذات الوقت حذر رئيس الكنيست من تحول الاحتجاجات إلي حالة فوضوية للإلتفاف علي الحكومة المنتخبة ديمقراطيا.
ومن جانبه قال رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو ان مطالب المحتجين لم تصل الي'أذان صماء' وقال انه شكل لجنة برئاسة الاقتصادي المعروف وذو المكانة المحترمة مانويل تراختنبرج لدراسة المطالب و الإقتراحات الاصلاحية, الا انه شدد علي ضرورة الاستجابة لمطالب الحركات الاحتجاجية ولكن بدون خرق اطار ميزانية الدولة والا تعرض الاقتصاد الاسرائيلي للأزمة كما حدث في الولايات المتحدة واوروبا حيث تعيش تلك المجتمعات علي ما يتجاوز امكانياتها من خلال فوائد الديون والقروض.
وقال نيتانياهو في جلسة استماع خاصة امام اللجنة الاقتصادية بالكنيست ان الاستجابة للمطالب الاصلاحية سيستغرق اسابيع ووعد بالتجاوب الجاد مع توصيات اللجنة التي كلفها بالتحاور مع المحتجين.
وقوبلت لجنة نيتانياهو بالحذر من المحتجين, وأعلن زعماء الحركات الاحتجاجية انهم شكلوا لجنتهم الخاصة من الخبراء للتحاور مع الحكومة و سيسلمون لائحة مطالبهم خلال10 أيام, وقال البروفيسور يوسي يوناه الذي يقود عمليه التنسيق بين فريق الخبراء الذين يستعين بهم المحتجون أن زيارة لجنة مانويل تراختنبرج لـــ'مدينة الخيام'في تل ابيب لا قيمة لها طالما ان رئيس الوزراء لم يحدد صلاحيات و اختصاصات تلك الجنة وطالما بقي تقريرها سريا, وإتهم يوناه نتانياهو بأنه يلعب البوكر, ويعرض الشعب كله للخطر, مشيرا الي ان اسرائيل تنهار و تحل مكانها احدي جمهوريات الموز.